إنتهت عملياً الحرب الاسرائيليّة على ايران وهدأت الأحوال وأصبح بالإمكان الحديث عن قدوم مغتربين وسواح الى لبنان، إذا لم تحصل أي تطورات جديدة، ولكن للأسف ورُغم ذلك يبقى لبنان متروكاً في مهبّ الريح بظل دولة عاجزة عن ملاقاة الدول الاخرى والتحضير لموسم سياحي عبر القيام بـ"package" مثلاً لجذب السواح الى لبنان بدءًا من تذاكر السفر التي أصبحت بأسعار خياليّة، وهي في الايام العاديّة من الاغلى في العالم، وصولاً الى المطاعم والفنادق وغيرها... الحقيقة ما يجلب السائح والمغترب هو فقط جمال لبنان وطبيعته والحياة الاجتماعية فيه ومحبة أبنائه له فقط لا غير...
يكشف نقيب أصحاب المؤسسات السياحية جان بيروتي أنه "تلقى إتصالا العام الماضي من شخص في البرازيل وهو من المهتمين بلبنان وقال له "صار عنا نقمة عا لبنان، ولكن لتشجيع عودة المغتربين الذين حجزت أموالهم بالمصارف ضعوا ثلاثة الاف دولار في Credit Card، وعلى كل حساب أن يصرفها في لبنان بتذاكر السفر والمطاعم والاوتيلات، وهذا حتى يستعيد لبنان الثقة". وأضاف: "حملت هذا الاقتراح الى المسؤولين، خصوصا وأنه يشجع السياحة واقترحت تحديدا مبلغ 10 مليون دولار لهذا المشروع وعبره تقوم الدولة بإجراء مصالحة مع المغتربين المحجوزة أموالهم بالمصارف، وله مردود كبير على الاقتصاد وخزينة الدولة التي ستجبي تقريبا مليون ونصف المليون دولار TVA على على قيمة المبلغ المذكور فلم يوافق أحد على الاقتراح".
إذاً، الدولة اللبنانية لا ترعى السياحة، وما يوجد في لبنان دون سواه هو الذي يجلب السواح اليه. والسؤال اليوم: كيف سيكون الموسم بعد إنتهاء الحرب؟.
قبل إندلاع الحرب بين اسرائيل وايران كانت التقديرات بأن يكون هذا الموسم واعداً جداً. ويشير نقيب أصحاب الفنادق جان بيروتي الى أنه "كلّ يوم حرب يلغي عشرة أيام من السلم، وهي إنتهت حاليا، ونأمل أن نصل الى 60 أو 70% من الذي كان"، وأضاف: "إذا إستمرّ الوضع هادئاً نأمل ألاّ يحصل الغاءات للحجوزات ما بين تموز وآب"، شارحاً أننا "وقبل اندلاع الحرب كان التحضير أن يكون لبنان هو "الترند"، ولكن اللبنانيين القادمين من العديد من البلدان مثل السويد واستراليا وغيرها غيّروا وجهتهم، خصوصا وأن شركات الطيران كانت ألغت رحلاتها الى بيروت".
بدوره نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يشير الى أن "الحجوزات على مدى خمسة عشر يوماً ألغيت، لأن أحداً لم يكن يعرف متى ستنتهي الحرب، وحتّى هذه اللحظة لا نعرف كيف ستتعدل الأمور، ولكن ممّا هو واضح وجليّ لدينا، أن هناك إعادة نهوض سريعة في لبنان"، ومضيفاً: "لا زلنا ننتظر قدوم المغتربين ما بين 15 تموز و15 آب، والحجوزات لدينا ليست مدفوعة، وبالتالي إذا الغيت في اللحظة الأخيرة لا يُمكن أن نفعل شيئاً". أما نائب رئيس نقابة المطاعم خالد نزهة فيلفت الى أن "الحرب إنتهت ويفترض أن نكون دخلنا بمرحلة جديدة في البلد، والمؤسف أن هناك الكثير من القادمين عدّلوا في حضورهم نتيجة الاوضاع، ولكن نأمل أيضاً أن يكون شهر تموز وحتى منتصف آب واعدين لناحية قدوم المغتربين والسواح".
"الوضع أفضل الان مما كان عليه في فترة الحرب". هذا ما يؤكده بيار الاشقر، لافتا الى أن "اللبنانيين سيأتون ولكن العرب وتحديدا القطريين والاماراتيين والكويتيين خصوصا الذين حصلوا على توصيات من حكوماتهم، أظن أنّهم لن يحضروا كما كنا نتوقع قبل الحرب". أما خالد نزهة فيشير الى "وجود العديد من اللبنانيين كانوا يريدون السفر الى الخارج بإجازة، لكّنهم الغوا رحلاتهم للبقاء في لبنان كما ننتظر قدوم الخليجيين بعد عودة الطيران الخليجي الى بيروت".
إذاً، ومهما تحدثنا تبقى المشكلة الاساس أولا هي في إرتفاع أسعار تذاكر السفر، فعن أي سياحة تتحدث الوزارة؟ الا يفترض أن نبدأ من هنا لجذب السواح...